الإنفاق الإجمالي على الأغذية والمشروبات في السعودية
تُظهِر أحدث الإحصاءات الرسمية أن قطاع الأطعمة والمشروبات من أكبر بنود إنفاق المستهلكين في المملكة. فقد بلغ إجمالي المبيعات عبر نقاط البيع في فئة المشروبات والأطعمة (التجزئة الغذائية) نحو 84.2 مليار ريال خلال عام 2022، لتحتل هذه الفئة المرتبة الأولى بين القطاعات . كما جاء قطاع المطاعم والمقاهي في المرتبة الثانية بإجمالي مبيعات يقارب 78.6 مليار ريال في 2022 . يُشير ذلك إلى أن معظم إنفاق المستهلكين على الأغذية والمشروبات يتركز في شراء المواد الغذائية من المتاجر وفي ارتياد المطاعم والمقاهي. بالمقابل، لم يكن قطاع الفنادق ضمن الخمسة الأوائل في حجم الإنفاق ذلك العام، مما يدل على صغر حصته نسبيًا في سوق الأغذية والمشروبات.
حصة الأغذية والمشروبات في الفنادق مقابل القطاعات الأخرى
بالنظر إلى حصة الفنادق من إجمالي الإنفاق على الأغذية والمشروبات، يتضح أنها حصة محدودة بالمقارنة مع القطاعات الأخرى. ففي عام 2023، وصل الإنفاق عبر نقاط البيع في قطاع الفنادق (ويشمل ذلك الإنفاق على الإقامة وخدمات الفنادق عمومًا) إلى حوالي 14.7 مليار ريال . حتى لو افترضنا جدلاً أن هذا المبلغ كله أُنفق على خدمات الأغذية والمشروبات داخل الفنادق (علمًا بأنه يتضمن أيضًا إنفاق الإقامة)، فإنه لا يتجاوز قرابة 14٪ من إجمالي الإنفاق على تناول الطعام خارج المنزل . وبعبارة أخرى، نحو 86٪ من إنفاق المستهلكين على الطعام والشراب يجري خارج الفنادق – أي في المطاعم والمقاهي المستقلة – مما يؤكد هيمنة تلك القطاعات على سوق الأغذية والمشروبات . وعلى سبيل المقارنة، بلغ إنفاق السعوديين في قطاع المطاعم والمقاهي وحده حوالي 89.4 مليار ريال في عام 2023 (بنمو سنوي يقارب 14٪) ، وهو عدة أضعاف إنفاق الفنادق على نفس الفئة. كذلك يستمر قطاع التجزئة الغذائية (شراء الأطعمة والمشروبات من المتاجر) بحصة كبيرة مماثلة للمطاعم؛ فقد سجل مستوى إنفاق مماثل لحجم المطاعم تقريبًا في 2022 (حوالي 84 مليار ريال) ، مما يعني أن حصة الفنادق تصبح أصغر حتى عند إدخال إنفاق محلات البيع بالتجزئة في الحساب.
الاتجاهات والتطورات الأخيرة
رغم صِغر مساهمة مطاعم الفنادق في إجمالي سوق الأغذية والمشروبات حاليًا، إلا أنها تشهد نموًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة. ارتفع الإنفاق عبر نقاط البيع في الفنادق بنحو 19٪ خلال عام 2023 مقارنة بالعام السابق ، مدفوعًا بازدياد النشاط السياحي والفعاليات، الأمر الذي رفع عوائد الأغذية والمشروبات داخل الفنادق. هذا النمو يفوق معدل نمو الإنفاق في المطاعم والمقاهي (~14٪ في 2023) ، ما يشير إلى تنامي دور خدمات الضيافة الفندقية في قطاع الأغذية تدريجيًا. ومع ذلك، ما زالت الفنادق تُشكل جزءًا صغيرًا من المشهد الكلي للإنفاق على الطعام والشراب؛ إذ يبقى جلّ الإنفاق متجهًا نحو المطاعم والمقاهي المستقلة ومتاجر بيع الأغذية. ومن المتوقع مع استمرار جهود تنمية السياحة الداخلية واستضافة الفعاليات الكبرى، أن تزداد مساهمة قطاع الأغذية والمشروبات في الفنادق مستقبلًا، وإن كان سيظل بحاجة إلى وقت ليقترب من حصص القطاعات الأخرى المهيمنة في السوق حاليًا.
المصادر: تشير البيانات إلى إحصاءات البنك المركزي السعودي عبر تقارير نقاط البيع ، والتي تُبرز توزيع الإنفاق حسب القطاعات، ومنها قطاعات الأغذية (التجزئة)، والمطاعم والمقاهي، والفنادق. هذه الأرقام صادرة في تقارير عامي 2022 و2023 وتوضح بجلاء الفروقات في حصص الإنفاق بين تلك القطاعات.